فهم الصدمة النفسية لدى المهاجرين واللاجئين

ما هي الصدمة

إنه لمن الشائع الإحساس بمشاعر قوية كالخوف، والحزن، والغضب عندما تتعرض لحادثة مؤلمة. وفي بعض الأحيان، تبقيك تجربة ما في شعور طويل الأمد من انعدام الأمان. وهذا ما يُعرف بالصدمة النفسية.

غالباً ما تكون نوعية الأحداث التي تُسبب الصدمة النفسية غير متوقعة وخارجة عن إرادتك وتضع حياتك على المحك. وهذا قد يشمل:

مشاهدة أو التعرض للعنف
الحرب أو الإرهاب
الاعتداء الجسدي أو الجنسي
خسارةُ أحد أحبائك
أن يتم احتجازك رغماً عنك (مثل أن تكون في السجن)
الحوادث أو الكوارث التي تهدد الحياة

قد يحدث شيء سيء عند قدومك إلى بلد جديد خلال رحلتك أو حتى بعد وصولك. ويصعب أحياناً التعافي من تلك الأحداث على الأخص لأنها وقعت في وقت اعتقدت فيه بأنك آمن.

أعراض الصدمة النفسية

لا يتعرض الأشخاص للصدمة النفسية لنفس الأسباب أو حتى بالطريقة نفسها. وبالنسبة للعديد من الأشخاص الذين ينتقلون إلى بلد جديد، فمن الشائع التركيز على الاحتياجات الأساسية في المقام الأول. ما قد يحول دون تعرضك لأعراض الصدمة النفسية على الفور.

الأعراض الشائعة للصدمة النفسية:

الشعور بالخوف أو الحزن أو قلة الاكتراث بالأنشطة اليومية أو الشعور بالذنب أو نكران الذات.
وتتلخص الأعراض الجسدية بمشاكل النوم والكوابيس أو آلام الرأس أو الشعور الدائم بالتعب أو الوجع معدوم السبب أو الغثيان أو تسارع نبضات القلب أو الهلع الدائم.
صعوبة في تذكر الأشياء أو ارتباك أو مشاكل في التركيز.
التغيرات في السلوك كزيادة في تدخين السجائر أو تعاطي الأدوية أو شرب الكحول، أو الاضطرابات في الشهية، أو التغيير في عادات التواصل مع العائلة والأصدقاء.

تعد جميع تلك الأعراض استجابات طبيعية. وتزول نهائياً لدى معظم الأشخاص. وفي بعض الحالات، لا تختفي تلك الأعراض من تلقاء نفسها. وهذا ما يعرف باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

علاج الصدمة النفسية

إن انعدام شعورك بطبيعتك المعتادة هو أمر طبيعي. حيث أن لكل ثقافة ولكل شخص استجابات مختلفة للصدمة النفسية وللتعافي منها.

هناك العديد من الأشياء التي يمكنك فعلها بنفسك للمساعدة في زوال الأعراض:

حافظ على نشاطك. إن التحرك المستمر يمكن أن يساعدك خصوصاً إذا كنت تعمل خلال فترة مرورك بالصدمة النفسية. حيث أن الحركة تساعد الدماغ والجسد على التعافي، إلى جانب أن ذلك يقلل من إفراز الهرمونات التي تحفز على الشعور بالتوتر والضغط.
تواصل مع أشخاص آخرين.
اعتن بصحتك الجسدية: تناول طعاماً صحياً ونم جيداً وتجنب الكحوليات والأدوية.
اعثر على سبل الراحة. يعد الشعور بفقدان السيطرة على النفس أمراً شائعاً عند الصدمة النفسية. لذلك فإن التمكن من الترويح عن نفسك أمر مهم لإعادة السيطرة على النفس. ويمكنك ممارسة التمارين البسيطة لمنع الأفكار المزعجة. كما يمكنك ممارسة الأنشطة الباعثة على الراحة في روتينك اليومي كالتأمل أو التنزه على الأقدام أو الاستماع للموسيقى أو الصلاة أو ممارسة نشاط ممتع.

نصائح سريعة للشعور بالهدوء
- ضع يديك ومعصميك تحت الماء الجاري.
- حرّك جسمك بالقفز أو الجري في المكان.
- جرّب طريقة 5-4-3-3-2-1. اذكر خمسة أشياء يمكنك رؤيتها، وأربعة أشياء يمكنك سماعها، وثلاثة أشياء يمكنك لمسها، وشيئين يمكنك شمّهما، وشيء واحد يمكنك تذوقه.

إذا استمرت المعاناة على منعك من التصرف على طبيعتك بعد قيامك بهذه الأمور فعليك بالاستعانة بخبير في الصحة النفسية. حيث يمدك مثل هذا الخبير بالمساعدة في ابتكار مهارات تساعد على مزيد من السيطرة على النفس. ويعد من المهم أن تجد شخصاً تشعر بالارتياح النفسي بصحبته. إذ يجد البعض الراحة في العمل مع شخص من خلفيات ثقافية مماثلة.

سيقوم أخصائي الصحة النفسية الجيد بمساعدتك في اكتشاف طرق للتعامل مع الأعراض التي تشعر بها. لا تحتاج إلى التحدث عن ماضيك إذا لم تكن ترغب في ذلك. إذا كنت تتمتع بنظام رعاية صحية، فقد يغطي التكلفة.

تعرّف على كيفية العثور على خدمات الصحة النفسية.

هل تشعرين بالحزن أو القلق؟

أنت لست وحدك. تعرّف على الصحة النفسية وكيفية الحصول على المساعدة. ابحث عن الخدمات والدعم المقدم للمهاجرين.

العثور على المساعدة

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

بالنسبة لمعظم الأشخاص، تتحسن المشاعر الصعبة التي تنتابهم بعد التعرض لحدث صادم بمرور الوقت. إذا كنت لا تزال تعاني من أعراض لا تتحسن وتجعل من الصعب عليك القيام بمهامك اليومية، فقد تكون تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة. في بعض الحالات، قد تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد وقت طويل من وقوع الحدث.

إذا كنت تعتقد أنك تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، يمكنك التحدث إلى طبيبك. قد يقترح طبيبك دواء أو يوصلك بأخصائي الصحة العقلية.

نهدف إلى تقديم معلومات سهلة الفهم يتم تحديثها بانتظام. هذه المعلومات ليست نصيحة قانونية.